تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

30

المفردات :

الكبرياء : العظمة ، وهي من الله ممدوحة لأنه العظيم الذي لا يدرك الخيال لعظمته حدّا ، وليس المراد بها أنه متصف بصفة المتكبرين من احتقار الناس وامتهانهم .

التفسير :

{ وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } .

العظمة والجلال والسلطان والكمال لله وحده الذي خضع له الكون وذلت لعظمته الجباه ، وسبح بحمده كل كائن ، وله كمال الذات وكمال الوجود ، فلا تخضع الجباه إلا له ، ولا ينبغي التسبيح إلا له ، فله الحمد وله الملك وله الكبرياء في السماوات والأرض ، لا عن تجبر وترفع عن الفقراء ، بل هو أهل لأن يحمد ، وهو أهل لأن يطاع ويوقر ، ويعظم فلا يعصى ولا يجحد ، وهو العزيز الذي لا يقهر ، والحكيم في كل ما قضى وقدر ، وهو بحكمته يضع الشيء في موضعه ، وجميع أعماله صادرة عن حكمة إلهية عليا .

وقد ورد في الحديث الصحيح : ( العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا منهما أسكنته ناري )11 .

قال مجاهد :

{ وله الكبرياء في السماوات والأرض . . . }

يعني : السلطان ، أي هو العظيم المجد ، الذي كل شيء خاضع له ، فقير إليه .

{ وهو العزيز . . . } الذي لا يغالب ولا يمانع .

{ الحكيم } . في أقواله وأفعاله ، وشرعه وقدره ، تعالى وتقدس لا إله إلا هو .

ونلاحظ أن قراءة حفص : { رب السماوات } . بخفض رب ، على أنه صفة للفظ الجلالة أو بدل منه .

وجاء في تفسير القرطبي ما يأتي :

قرأ مجاهد وحميد وابن محيصن : { رب السماوات ورب الأرض رب العالمين } . بالرفع فيها كلها على معنى : هو رب .

{ وله الكبرياء } . أي : العظمة والجلال والبقاء والسلطان والقدرة والكمال .

ختام السورة:

خلاصة ما تضمنته سورة الجاثية

1- إقامة الأدلة على وجود الخالق سبحانه .

2- وعيد من كذب بآياته واستكبر عن سماعها .

3- طلب العفو من المؤمنين عن زلات الكافرين .

4- الامتنان على بني إسرائيل بما آتاهم الله من النعم الروحية والمادية .

5- أمر الله رسوله ألا يطيع المشركين ولا يتبع أهواءهم .

6- لا يستوي مرتكب السيئات العاصي للرحمان ، وفاعل الحسنات المطيع لله ، فقد اختلفا سلوكا في الدنيا ، وكذلك الجزاء يوم القيامة من جنس العمل .

7- التعجب من حال المشركين الذين أضلهم الله على علم .

8- إنكار المشركين للبعث .

9- إذا زفرت جهنم جثت كل أمة على ركبها ، مستوفزة خاشعة خائفة من هول الموقف .

10- الأتقياء في الجنة ، والأشقياء في النار .

11- أهوال القيامة ، ومشاهد الكافرين يقرعون باللوم على استهزائهم بالقرآن ، وتكذيبهم بآيات الله .

12- ثناء المولى على نفسه ، وإثبات الكبرياء والعظمة له سبحانه وتعالى .

ثم بحمد الله تفسير سورة الجاثية ، ظهر السبت 21 من ربيع الأول 1421 ه ، الموافق 24 من يونيو 2000 ، بمدينة المقطم بالقاهرة ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

تخريج أحاديث وهوامش تفسير القرآن الكريم ( الجزء الخامس والعشرون )

خرّج أحاديثه الأستاذ كمال سعيد فهمي

1 عله يقصد الإشارة إلى آيات الله الكونية في نفع العباد في الدنيا ، ثم في عقوبة الكفار في الآخرة .

2 بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 1/426 .

3 يا مقلب القلوب ثبت قلبي :

رواه أحمد في مسنده ( 24083 ) من حديث عائشة قالت : دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعو بها : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، قالت : فقلت : يا رسول الله إنك تكثر تدعو بهذا الدعاء ، فقال : ( إن قلب الآدمي بين أصبعين من أصابع الله عز وجل فإذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه ) . ورواه الترمذي في الدعوات ( 3522 ) وأحمد في مسنده ( 25980 ) من حديث شهر بن حوشب قال : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك قالت : كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت : فقلت : يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟ قال : ( يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ ) ، فتلا معاذ { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } . قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن . ورواه الترمذي في القدر ( 2140 ) وقال : حسن ، وابن ماجة في الدعاء ( 3834 ) وأحمد في مسنده ( 11697 ) من حديث أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ، فقلت : يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : ( نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ) . قال الترمذي : وحديث أبي سفيان عن أنس أصح . ورواه أحمد ( 17178 ) والحاكم في المستدرك ( 2/288 ) من حديث النواس بن سمعان الكلابي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه ) . وكان يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، والميزان بيد الرحمان عز وجل يخفضه ويرفعه ) . ورواه الترمذي في الدعوات ( 3587 ) من حديث عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه عن جده قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، وقد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة ، وهو يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من هذا الوجه . ورواه مسلم في القدر ( 2654 ) وأحمد في مسنده ( 6533 ) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمان كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ) .

4 في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب ، جزء 25 ص 132 ، طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه .

5 تفسير القرطبي ، مجلد 7 ص 6176 ، طبعة دار الغد العربي –العباسية- القاهرة . وقارن بتفسير مقاتل بن سليمان ، تحقيق د . عبد الله شحاتة 3/840 .

6 الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت :

رواه الترمذي في صفة القيامة ( 2459 ) وابن ماجة في الزهد ( 4260 ) وأحمد في مسنده ( 16674 ) من حديث شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله ) . قال : هذا حديث حسن : ومعنى قوله : ( من دان نفسه ) يقول : حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة ، ويروى عن عمر بن الخطاب قال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر ، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا ، ويروى عن ميمون بن مهران قال : لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه من أين مطمعه وملبسه .

7 زبدة التفسير من فتح القدير ، محمد سليمان عبد الله الأشقر ، ص 644 طبعة أولى ، على نفقة وزارة الأوقاف -الكويت .

8 صفوة التفاسير ، محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص 188 .

9 أنت رحمتي أرحم بك من أشاء :

رواه البخاري في التفسير ( 4850 ) ومسلم في الجنة ( 2846 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ، قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذاب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول : قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا ، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشىء لها خلقا ) .

10 أي فل ، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل :

رواه مسلم في الزهد ( 2968 ) من حديث أبي هريرة قال : قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ) ؟ قالوا : لا ، قال : ( فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ) ، قالوا : لا ، قال : ( فو الذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ) ، قال : ( فيلقى العبد فيقول : أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ، فيقول : بلى ، قال : فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثاني فيقول : أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ، فيقول : بلى أي رب ، فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول : يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول هاهنا إذا قال ثم يقال له : الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه : انطقي ، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ، وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه ) .

11 وفي رواية : ( فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي ) ، والحديث في صحيح مسلم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

الكبرياء : العظمة والسلطان .

وله وحده العظَمة والسلطان في السموات والأرض ، وهو العزيز الذي لا يُغلب ، ذو الحكمة رب العرش العظيم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

{ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي : له الجلال والعظمة والمجد .

فالحمد فيه الثناء على الله بصفات الكمال ومحبته تعالى وإكرامه ، والكبرياء فيها عظمته وجلاله ، والعبادة مبنية على ركنين ، محبة الله والذل له ، وهما ناشئان عن العلم بمحامد الله وجلاله وكبريائه .

{ وَهُوَ الْعَزِيزُ } القاهر لكل شيء ، { الْحَكِيمُ } الذي يضع الأشياء مواضعها ، فلا يشرع ما يشرعه إلا لحكمة ومصلحة ، ولا يخلق ما يخلقه إلا لفائدة ومنفعة .

تم تفسير سورة الجاثية ، ولله الحمد والنعمة والفضل

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

{ وله الكبرياء } العظمة { في السماوات والأرض } أي إنه يعظم بالعبادة في السموات والأرض { وهو العزيز الحكيم }

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

ولما أفاد ذلك غناه{[58425]} الغنى المطلق وسيادته وأنه لا كفوء له ، عطف عليه بعض اللوازم لذلك تنبيهاً على مزيد الاعتناء به لدفع ما يتوهمونه من ادعاء الشركة التي لا-{[58426]} يرضونها لأنفسهم فقال : { وله } أي وحده{[58427]} { الكبرياء } أي الكبر الأعظم الذي لا نهاية له{[58428]} : { في السماوات } كلها { والأرض } جميعها{[58429]} اللتين فيهما آيات للمؤمنين{[58430]} ، روى مسلم وأبو داود{[58431]} وابن ماجة{[58432]} عن أبي هريرة ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : " الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما أدخلته النار " ، وفي رواية : عذبته ، وفي رواية : قصمته .

( وهو } وحده { العزيز } الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء { الحكيم * } الذي يضع الأشياء في أتقن مواضعها ولا يضع شيئاً إلا كذلك{[58433]} كما أحكم أمره ونهيه وجميع شرعه ، وأحكم نظم هذا القرآن جملاً وآيات ، وفواصل وغايات ، بعد أن حرر معانيه وتنزيله جواباً لما كانوا يعتنون به ، فصار معجزاً في نظمه ومعناه وإنزاله طبق أجوبة{[58434]} الوقائع على ما اقتضاه الحال ، فانطبق آخرها{[58435]} على أولها بالصفتين المذكورتين ، وبالحث على الاعتبار بآيات الخافقين ، والتصريح بما لزم ذلك من الكبرياء المقتضية لإذلال الأعداء وإعزاز الأولياء - والله الهادي {[58436]}إلى الصواب وإليه المرجع والمآب - والله أعلم بمراده{[58437]} .

ختام السورة:

فانطبق آخرها على أولها بالصفتين المذكورتين ، وبالحث على الاعتبار بآيات الخافقين ، والتصريح بما لزم ذلك من الكبرياء المقتضية لإذلال الأعداء وإعزاز الأولياء - والله الهادي إلى الصواب وإليه المرجع والمآب - والله أعلم بمراده .


[58425]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: غنى.
[58426]:زيد من م ومد.
[58427]:زيد في الأصل: لا مناف له، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58428]:زيد في الأصل: لمكانه، ولم تكن في م ومد فحذفناها.
[58429]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: جميعا.
[58430]:زيدت الواو في الأصل و ظ، ولم تكن في م ومد فحذفناها.
[58431]:راجع السنن أبواب اللباس.
[58432]:راجع السنن أبواب الزهد.
[58433]:من ظ ومد، وفي الأصل و م: لذلك.
[58434]:زيد في الأصل: الواقع من ، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58435]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: آخر السورة.
[58436]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58437]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.