تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ} (24)

23

المفردات :

واحدا نتبعه : واحدا من آحادهم لا من أشرافهم .

لفي ضلال وسُعُر : في بعد بيّن عن الحق . وسُعُر : جمع سعير ، وهي النار المشتعلة أو الجنون .

التفسير :

24- { فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ } .

أنتبع فردا واحدا منا لا يتميز علينا بشيء ؟ إذا فعلنا هذا ، وهو فرد واحد ، ونحن أمة مجتمعة ، نكون في بعد واضح عن الصواب ، وجنون بيّن لأن ذلك بعد عن الصواب ، وجنون بيّن لأن ذلك بعد عن الصواب ، وروي أن صالحا كان يقول لهم : إذا لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق ، وعرَّضتم أنفسكم لعذاب النار ، فعكسوا عليه قوله ، وقالوا : إن اتبعناك كنا كما تقول في بُعد عن الحق وجنون دائم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ} (24)

" فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه " وندع جماعة . وقرأ أبو الأشهب وابن السميقع وأبو السمال العدوي " أبشر " بالرفع " واحد " كذلك رفع بالابتداء والخبر " نتبعه " . الباقون بالنصب على معنى أنتبع بشرا منا واحدا نتبعه . وقرأ أبو السمال{[14478]} : " أبشر " بالرفع " منا واحدا " بالنصب ، رفع " أبشر " بإضمار فعل يدل عليه " أألقي " كأنه قال : أينبأ بشر منا ، وقوله : " واحدا " يجوز أن يكون حالا من المضمر في " منا " والناصب له الظرف ، والتقدير أينبأ بشر كائن منا منفردا ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في " نتبعه " منفردا لا ناصر له . " إنا إذا لفي ضلال " أي ذهاب عن الصواب " وسعر " أي جنون ، من قولهم : ناقة مسعورة ، أي كأنها من شدة نشاطها مجنونة ، ذكره ابن عباس . قال الشاعر يصف ناقته :

تخَالُ بها سُعْراً إذا السَّفْرُ هزها *** ذَمِيلٌ وإيقاعٌ من السَّيْرٍ مُتْعِبُ

[ الذميل{[14479]} ضرب من سير الإبل . قال أبو عبيد : إذا ارتفع السير عن العنق قليلا فهو التزيد ، فإذا ارتفع عن ذلك فهو الذميل ، ثم الرسيم ، يقال : ذَمَل يَذْمُل ويَذْمِلُ ذميلا . قال الأصمعي : ولا يَذْمُل بعيرٌ يوما وليلة إلا مهري قاله ج ] . وقال ابن عباس أيضا : السعر العذاب ، وقاله الفراء . مجاهد : بعد الحق . السدي : في احتراق . قال{[14480]} :

أصحوتَ اليوم أم شَاقَتْكَ هِرْ *** ومن الحب جنون مُسْتَعِرْ

أي متقد ومحترق . أبو عبيدة : هو جمع سعير وهو لهيب النار . والبعير{[14481]} المجنون يذهب كذا وكذا لما يتلهب به من الحدة . ومعنى الآية : إنا إذا لفي شقاء وعناء مما يلزمنا .


[14478]:هذه رواية أخرى عن أبي السمال كما في "روح المعاني" وغيره. وفي ب، ز، ول "أبو السمال" بالكاف وليس بصحيح.
[14479]:زيادة من ب، هـ.
[14480]:هو طرفة.
[14481]:في ا، ز، ل: السعير.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ} (24)

قوله : { فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه } الاستفهام للإنكار . فقد استنكروا لفرط جهالتهم وضلالهم أن يتبعوا واحدا من جنسهم . وهم يريدون بذلك أن يبعث الله إليهم نبيا من الملائكة وليس من البشر أو أنهم استنكروا إرسال واحد من أدناهم وليس من أشرفهم .

قوله : { إنا إذا لفي ضلال وسعر } السعر ، معناه الجنون . وقيل : العناء والعذاب{[4405]} يعني : إنا إذا اتبعنا واحدا من جنسنا أو من أدنانا حسبا وفضلا فإنا باتباعنا إياه لضالون مائلون عن الصواب وإنا لفي جنون أو شده وعذاب .


[4405]:مختار الصحاح ص 299.