قوله : { أَبَشَراً } : منصوبٌ على الاشتغالِ ، وهو الراجحُ ، لتقدُّم أداةٍ هي بالفعل أَوْلَى ، " ومِنَّا " نعتٌ له . و " واحداً " فيه وجهان ، أظهرهما : أنه نعتٌ ل " بَشَراً " إلاَّ أنه يُشْكِلُ عليه تقديمُ الصفةِ المؤولة على الصريحة . ويُجاب : بأنَّ " مِنَّا " حينئذ ليس وَصْفاً بل حالٌ من " واحداً " قُدِّمَ عليه . والثاني : أنه نصبٌ على الحالِ من هاء " نَتَّبِعُه " وهو تخلُّصٌ من الإِعرابِ المتقدِّم . إلاَّ أنَّ المُرجِّحَ لكونه صفةً قراءتهما مرفوعَيْنِ : أبَشرٌ مِنا واحد نَتَّبِعُهُ على ما سيأتي فهذا يُرَجِّحُ كونَ/ " واحداً " نعتاً ل " بشراً " لا حالاً . وقرأ أبو السَّمَّال فيما نقل الهذلِيُّ والدانيُّ برفعِهما على الابتداء ، و " واحدٌ " صفتُه " ونَتَّبعهُ " خبرُه . وقرأ أبو السَّمَّال أيضاً ، فيما نَقَل ابن خالويه وأبو الفضل وابن عطية برفع " بَشَرٌ " ونصب " واحداً " وفيه أوجهٌ ، أحدُها : أن يكونَ " أبَشَرٌ " مبتدأًً ، وخبرُه مضمر ، تقديره : أَبَشَرٌ منا ، يُبْعَثُ إلينا أو يُرْسَلُ . وأمَّا انتصابُ " واحداً " ففيه وجهان ، أحدهما : أنَّه حالٌ من هاء بالابتداءِ أيضاً ، والخبر " نَتَّبِعُه " و " واحداً " حالٌ على الوجهَيْن المذكورَين آنفاً . الثالث : أنه مرفوعٌ بفعلٍ مضمر مبني للمفعول تقديره : أيُنَبَّأُ بَشَرٌ و " مِنَّا " نعتٌ و " واحداً " حالٌ أيضاً على الوجهَيْن المذكورَيْن آنفاً . وإليه ذهبَ ابنُ عطية .
قوله : { وَسُعُرٍ } يجوزُ أن يكون مفرداً ، أي : جنون . يقال : ناقةٌ مَسْعُورة ، أي : كالمجنونة في سَيْرها . قال الشاعر :
كأنَّ بها سُعْراً إذا العِيْسُ هَزَّها *** ذَمِيْلٌ وإرْخاءٌ من السير متعبُ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.