محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ} (24)

{ فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر } أي جنون ، أو عناء . فهو اسم مفرد . وقيل : جمع سعير ، كأنهم عكسوا عليه ، فرتبوا على اتباعهم إياه ما رتبه على اتباعهم له .

قال الزمخشري قالوا : { أبشرا } إنكارا لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية ، وطلبوا أن يكون من جنس أعلى من جنس البشر ، وهم الملائكة . وقالوا { منا } لأنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى . وقالوا { واحدا } إنكارا لأن تتبع الأمة رجلا واحدا ، أو أرادوا واحدا من أفنائهم ليس بأشرفهم وأفضلهم . ويدل عليه قولهم { أألقي الذكر عليه من بيننا