تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { قالوا أَبَشرًا منا واحدا نتّبعه } لم يزل الأكابر من الكفرة والرؤساء منهم يُلبِسون على /540-أ/ أتباعهم بهذا الحرف { أَبشرًا منا واحدا نتّبعه } وقالوا : { ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه [ ويشرب مما تشربون } ]{[20186]} { ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذن لخاسرون } [ المؤمنون : 33 و34 ] ونحو ذلك .

وذلك تناقض [ في ]{[20187]} القول لأنهم كانوا ينهَون أتباعهم عن اتّباع بشر مثلهم ، ويدعونهم إلى اتباع آبائهم والاقتداء بهم ، وهم أيضا بشر ، وليس مع آباءهم حُجج وبراهين ، ومع الرسل حجج وآيات ، فيكون تناقضا في القول ومعارضة فاسدة ، والله الموفّق .

وقوله تعالى : { إنا إذا لفي ضلال وسُعُرٍ } قال بعضهم : السُّعُر الجنون ، أي لو اتّبعنا بشرا كما لكنا في ضلال وجنون ، وهو من سعر النار إذا التهبت ؛ يقال : ناقة مسعورة أي كأنها مجنونة من النشاط ، وقيل : الضلال والسُّعُر واحد . ويحتمل : أي { إنا إذا لفي ضلال } في الدنيا { وسُعُر } في الآخرة ، والسُّعُر من السّعير ، وهو النار ، والله أعلم .


[20186]:في الأصل وم: وقوله تعالى.
[20187]:ساقطة من الأصل وم.