فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ} (24)

{ فقالوا : أبشرا منا واحدا نتبعه ؟ } الاستفهام للإنكار ، أي كيف نتبع بشرا كائنا من جنسنا منفردا وحده ؟لا متابع له على ما يدعو إليه ؟ قرأ الجمهور بنصب بشرا على الاشتغال ، أي أنتبع بشرا واحدا منا ؟ وهو الراجح لنقدم أداة ، هي بالفعل أولى ، وقرئ بالرفع على الابتداء ، وواحد صفته ، ونتبعه خبره ؛ وقرئ برفع بشر ، ونصب واحد على الحال { إنا إذا لفي ضلال } أي إنا إذا اتبعناه لفي خطأ وذهاب عن الحق والصواب { وسعر } أي عذاب وعناء وشدة ، كذا قال الفراء وغيره ، وقال أبو عبيدة : وهو جمع سعير ، وهو لهب النار ، والسعر الجنون يذهب كذا وكذا لما يتلهب به من الحدة ، وقال مجاهد : سعر بعد عن الحق ، وقال السدي في احتراق ، وقيل : المراد به هنا الجنون من قولهم : ناقة مسعورة أي كأنها من شدة نشاطها مجنونة ، وقال ابن عباس : في شقاء