النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ} (24)

{ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : أن السعر الجنون ، قاله ابن كامل .

الثاني : العناء ، قاله قتادة .

الثالث : الافتراق ، قاله السدي .

الرابع : التيه ، قاله الضحاك .

الخامس : أنه جمع سعر وهو وقود النار ، قاله ابن بحر وابن عيسى .

وعلى هذا التأويل في قولهم ذلك وجهان :

أحدهما : أنهم قالوه لعظم ما نالهم أن يتبعوا رجلاً واحداً منهم ، كما يقول الرجل إذا ناله خطب عظيم : أنا في النار .

الثاني : أنهم لما أوعدوا على تكذيبه ومخالفته بالنار ردوا مثل ما قيل لهم إنّا لو اتبعنا رجلاً مثلنا واحداً كنا إذاً في النار .