تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

17

المفردات :

العشي : من زوال الشمس إلى غروبها .

الإشراق : وقت الضحى ، يقال شرقت الشمس ، أي طلعت ، وأشرقت إذا أضاءت وصفت .

التفسير :

18-{ إن سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق } .

ذللنا الجبال وطوعناها بحيث إذا سبّح كانت الجبال تسبح معه ، في وقت العشي : وهو من الزوال إلى الغروب ، وفي وقت الإشراق : وهو وقت صفاء الشمس ونورها وذلك وقت الضحى ، وارتفاع ضوء الشمس ، وتسبيح الجبال كان بلسان المقال لا بلسان الحال ، لأن الله قيد التسبيح بأنه كان في وقت العشي والإشراق ، وبأنه كان مع داود .

أما التسبيح بلسان الحال فهو موجود في كل وقت ، ولكن بكيفية لا يعلمها إلا الله .

قال تعالى : { تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم . . . } [ الإسراء : 44 ] .

وخصّ تسبيح الجبال بوقت العشي وبوقت الإشراق ، لأهمية الوقتين ، ففي الأول صلاة العصر ، وفيه تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار ، وفي الثاني وقت صلاة الضحى ، وقد ورد فيها أحاديث كثيرة مشهورة ، حتى قال محمد بن جرير الطبري : بلغت مبلغ التواتر ، وذكر الشافعية أنها أفضل التطوع بعد الرواتب ، وأقلها ركعتان ، وأدنى كمالها أربع ، فست ، فثمان .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

ومن شدة إنابته لربه وعبادته ، أن سخر اللّه الجبال معه ، تسبح معه بحمد ربها ، { بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ } : أول النهار وآخره .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

قوله : { إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ } سخر الله الجبال مُسبِّحة مع داود عند إشراق الشمس وفي آخر النهار ، فكان داود إذا ذكر الله ذكرت معه الجبال . وكان عليه الصلاة والسلام يفقه تسبيح الجبال . ويستدل من قوله : { بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ } على صلاة الضحى ؛ فقد روي عن ابن عباس قوله : لقد قرأت ما بين اللوحين ما عرفت صلاة الضحى إلا الآن . على أن صلاة الضحى نافلة مستحبة وأقلها ركعتان . وقيل : واحدة ، وهي تؤدى في الغداة عند ابيضاض الشمس عقب طلوعها وإشراق نورها . وفي صحيح مسلم : عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة الأوابين حي ترمَض الفصال " والفصال والفصلان جمع فصيل ، وهو الذي يفطم من الرضاعة من الإبل . والرمضاء شدة الحرِّ في الأرض .

وفضل صلاة الضحى عظيم وأجرها كبير . وفي ذلك روى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حافظ على شَفْعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر " .