{ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون }
جنات المأوى : جنات المسكن الحقيقي أما مساكن الدنيا فمرتحل عنها .
نزلا : ثوابا وجزاء وعطاء وأصل النزل ما يعد للضيف من طعام وشراب ومبيت ثم أطلق على كل عطاء .
أما الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وعملوا الأعمال الصالحة في الدنيا فمآلهم وجزاؤهم ونزلهم في جنات المأوى التي يقيمون فيها إقامة دائمة ، وينزلون فيها منزلة الإعزاز والتكريم جزاء بما قدموا في الدنيا من عمل صالح .
و{ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } من فروض ونوافل { فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى } أي : الجنات التي هي مأوى اللذات ، ومعدن الخيرات ، ومحل الأفراح ، ونعيم القلوب ، والنفوس ، والأرواح ، ومحل الخلود ، وجوار الملك المعبود ، والتمتع بقربه ، والنظر إلى وجهه ، وسماع خطابه .
{ نُزُلًا } لهم أي : ضيافة ، وقِرًى { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فأعمالهم التي تفضل اللّه بها عليهم ، هي التي أوصلتهم لتلك المنازل الغالية العالية ، التي لا يمكن التوصل إليها ببذل الأموال ، ولا بالجنود والخدم ، ولا بالأولاد ، بل ولا بالنفوس والأرواح ، ولا يتقرب إليها بشيء
ولما نفى استواءهم ، أتبعه حال كل على سبيل التفصيل معبراً بالجمع لأن الحكم بإرضائه وإسخاطه يفهم الحكم على الواحد منه{[54801]} من باب الأولى فقال : { أما الذين آمنوا وعملوا } أي تصديقاً لإيمانهم { الصالحات فلهم جنات المأوى } أي الجنات المختصة دون الدنيا التي هي دار ممر ، دون النار التي هي دار مفر لا مقر ، بتأهلها للمأوى الكامل في هذا الوصف بما أشار{[54802]} إليه ب " ال " ثابتون فيها لا يبغون عنها حولاً ، كما تبؤوا الإيمان الذي هو أهل للإقامة فيه فلم يبغوا{[54803]} به بدلاً { نزلاً } أي عداداً لهم أول قدومهم في قول الحسن وعطاء ، وهو أوفق للمقام كما يعد للضيف على ما لاح { بما كانوا } جبلة وطبعاً { يعملون * } دائماً على وجه التجديد ، فإن أعمالهم {[54804]}من رحمة{[54805]} ربهم ، فإذا كانت هذه الجنات نزلاً فما ظنك بما بعد ذلك ! و{[54806]}هو لعمري ما أشار إليه قوله{[54807]} صلى الله عليه وسلم : " ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " وهم كل لحظة في زيادة لأن{[54808]} قدرة الله لا نهاية لها ، فإياك أن يخدعك خادع أو يغرك ملحد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.