تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (66)

66-{ بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } .

أي : إن العبادة لا تكون للآلهة المدّعاة ، ولا تكون للأصنام والأوثان ، بل تكون العبادة للإله الواحد الخالق الرازق ، المستحق للعبادة وحده بلا شريك .

{ وكن من الشاكرين } .

أي : اعبد الله مخلصا في العبادة ، مع الحب والشكر ، فقد أنعم على عباده نعما لا تعدُّ ولا تحصى ، واختار محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم المرسلين ، ورحمة للعالمين ، وصاحب الشفاعة يوم القيامة ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالشكر لله أمر لأمته أيضا ، لأننا أمرنا بالاقتداء به وإتباعه صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر . . . } ( الأحزاب : 21 ) .

وقال تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله . . . } ( النساء : 80 ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (66)

ثم قال : { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ } لما أخبر أن الجاهلين يأمرونه بالشرك ، وأخبر عن شناعته ، أمره بالإخلاص فقال : { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ } أي : أخلص له العبادة وحده لا شريك له ، { وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } للّه على توفيق اللّه تعالى ، . فكما أنه تعالى يشكر على النعم الدنيوية ، كصحة الجسم وعافيته ، وحصول الرزق وغير ذلك ، . كذلك يشكر ويثنى عليه بالنعم الدينية ، كالتوفيق للإخلاص ، والتقوى ، بل نعم الدين ، هي النعم على الحقيقة ، وفي تدبر أنها من اللّه تعالى والشكر للّه عليها ، سلامة من آفة العجب التي تعرض لكثير من العاملين ، بسبب جهلهم ، وإلا ، فلو عرف العبد حقيقة الحال ، لم يعجب بنعمة تستحق عليه زيادة الشكر .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (66)

قوله تعالى : { بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } لإنعامه عليك .

   
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (66)

ولما كان التقدير قطعاً : فلا تشرك ، بنى عليه قوله : { بل الله } أي المتصف بجميع صفات الكمال وحده بسبب هذا النهي العظيم والتهديد الفظيع مهما وقعت منك عبادة ما { فاعبد } أي مخلصاً له العبادة ، فحذف الشرط ، عوض عنه بتقديم المفعول . ولما كانت عبادته لا يمكن أن تقع إلا شكراً لما له من عموم النعم سابقاً ولاحقاً ، وشكر المنعم واجب ، نبه على ذلك قوله : { وكن من الشاكرين * } أي العريقين في هذا الوصف لأنه جعلك خير الخلائق .