فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (66)

ثم أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بتوحيده فقال :

{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ( 66 ) } . { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ } وفي هذا رد على المشركين حيث أمروه بعبادة الأصنام ووجه الرد ما يفيده التقديم من القصر ، قال الزجاج ، لفظ اسم الله منصوب بأعبد قال ولا اختلاف في هذا بين البصريين والكوفيين ، وقال الفراء هو منصوب بإضمار فعل ، وعن الكسائي مثله ، والأول أولى .

قال الزجاج : والفاء في فاعبد للمجازاة ، وقال الأخفش زائدة قال عطاء ومقاتل . معنى فاعبد وحّد لأن عبادته لا تصح إلا بتوحيده { وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } لإنعامه عليك بما هداك إليه من التوحيد والدعاء إلى دينه ، واختصك به من الرسالة .