اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (66)

قوله : { بَلِ الله فاعبد } الجلالة منصوبة ب «اعْبُدْ » . وتقدم الكلام في مثل هذه الفاء في البقرة{[47696]} ، وجعله الزمخشري جواب شرط مقدر أي إن كنت{[47697]} عاقلاً فاعْبُدٍ اللَّهِ ، فحذف الشرط ، وجعل تقديم المفعول عوضاً منه{[47698]} ، ورد أبو جيان عليه بأنه يجوز أن يجيء " زيدا فعمرا اضرب " ، فلو كان التقديم عوضا لجمع بين العِوَض والمُعَوَّض{[47699]} عنه . وقرأ عيسى بَل اللَّهُ - رفعاً - على الابتداء ، والعائد محذوف أي فَاعْبُدْهُ{[47700]} .

فصل

لما قال الله تعالى : «قل أفغير الله تأمروني أعبد » يفيد أنهم أمروه بعبادة غيرالله فقال الله تعالى له لا تعبد إلا الله ، فإن قوله ( بَل اللَّهَ فَاعْبُدْ ) يفيد الحصر «وَكُنْ مِن الشَّاكِرِينَ » لإنعامه عليك بالهِدَايَةِ .


[47696]:عند قوله: {وإياي فارهبون} من الآية 40 منها.
[47697]:في الكشاف كذا وفي النسختين عاملا.
[47698]:الكشاف 3/407 و 408.
[47699]:البحر 7/439.
[47700]:من القراءة الشاذة ذكرها ابن خالويه في مختصره 131. والسمين في الدر 4/663.