تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (70)

المفردات :

حيا : حيّ القلب مستنير البصيرة .

ويحق القول : ويثبت القول بالعذاب ، ويجب على الكافرين .

التفسير :

70 –{ لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين } .

القرآن الكريم ليس شعرا ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس شاعرا ، وما ينبغي أن يكون شاعرا ، وما الوحي إلا وعظ وهداية وتوجيه ، وقرآن واضح المنهج منير للطريق .

{ لينذر من كان حيا . . . }

ليحذر من كان في قلبه حياة وتفتح ، وبعد عن الكفر والهوى ، فيستجيب لكتاب الله وينتفع به .

{ ويحق القول على الكافرين } .

وتجب كلمة العذاب على من كفر بالله ، وبعد أن تقوم عليه الحجة . وتصله الرسالة وآيات القرآن المبين .

قال تعالى : { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما } [ النساء : 165 ]

من تفسير ابن كثير

ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم تمثل يوم حفر الخندق بأبيات عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، ولكن تبعا لقول أصحابه ، رضي الله عنهم ، فإنهم كانوا يرتجزون وهم يحفرون فيقولون :

لا هم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزل سكينة علينا وثبّت الأقدام إن لقينا

إن أولاء قد بغوا علينا إذ أردوا فتنة أبينا 31

ويرفع صلى الله عليه وسلم صوته ، بقوله : " أبينا " ويمدّها ، وقد روى هذا بزحاف في الصحيحين أيضا .

وكذلك ثبت في الصحيحين عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار ، فنكبت أصبعه فقال صلى الله عليه وسلم :

هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت 32

وكل هذا لا ينافي كونه صلى الله عليه وسلم ما عُلّم شعرا وما ينبغي له ، فإن الله تعالى إنما علمه القرآن العظيم : 33 { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } . [ فصلت : 42 ] .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (70)

{ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا } أي : حي القلب واعيه ، فهو الذي يزكو على هذا القرآن ، وهو الذي يزداد من العلم منه والعمل ، ويكون القرآن لقلبه بمنزلة المطر للأرض الطيبة الزاكية . { وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } لأنهم قامت عليهم به حجة اللّه ، وانقطع احتجاجهم ، فلم يبق لهم أدنى عذر وشبهة يُدْلُونَ بها .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (70)

قوله تعالى : " لينذر من كان حيا " أي حي القلب . قاله قتادة . الضحاك : عاقلا وقيل : المعنى لتنذر من كان مؤمنا في علم الله . هذا على قراءة التاء خطابا للنبي عليه السلام ، وهي قراءة نافع وابن عامر . وقرأ الباقون بالياء على معنى لينذر الله عز وجل ، أو لينذر محمد صلى الله عليه وسلم ، أو لينذر القرآن . وروي عن ابن السميقع " لينذر " بفتح الياء والذال . " ويحق القول على الكافرين " أي وتجب الحجة بالقرآن على الكفرة .