تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ} (103)

95

المفردات :

أسلما : استسلما لأمر الله وانقادا له .

تله : كبّه على وجهه .

التفسير :

103- { فلما أسلما وتله للجبين } .

فلما استسلما لأمر الله ، حيث انقاد إبراهيم للأمر ، وسلّم إسماعيل نفسه في رضا وإيمان وتجاوب ، وألقى الأب ولده على جنبه ، حيث جزء من الجبين على الأرض ، أوكبّه على وجهه بإشارة الولد ، كيلا يرى منه ما يورث رقة تحول بين الأب وبين تنفيذ أمر الله .

قال الآلوسي في تفسيره :

أخرج غير واحد أنه قال لأبيه : لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي ، عسى أن ترحمني فلا تجهز عليّ ، اربط يديّ إلى رقبتي ، ثم ضع وجهي للأرض .

وفي الآثار حكاية أقوال كثيرة غير ذلك ، وكل هذه الأقوال تدور حول امتثال الغلام لأمر الله وإذعانه لقضائه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ} (103)

{ فَلَمَّا أَسْلَمَا } أي : إبراهيم وابنه إسماعيل ، جازما بقتل ابنه وثمرة فؤاده ، امتثالا لأمر ربه ، وخوفا من عقابه ، والابن قد وطَّن نفسه على الصبر ، وهانت عليه في طاعة ربه ، ورضا والده ، { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } أي : تل إبراهيم إسماعيل على جبينه ، ليضجعه فيذبحه ، وقد انكب لوجهه ، لئلا ينظر وقت الذبح إلى وجهه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ} (103)

الخامسة- قوله تعالى : " فلما أسلما " أي انقادا لأمر الله . وقرأ ابن مسعود وابن عباس وعلي رضوان الله عليهم " فلما سلما " أي فوضا أمرهما إلى الله . وقال ابن عباس : استسلما . وقال قتادة : أسلم أحدهما نفسه لله عز وجل وأسلم الآخر ابنه . " وتله للجبين " قال قتادة : كبه وحول وجهه إلى القبلة . وجواب " لما " محذوف عند البصريين تقديره " فلما أسلما وتله للجبين " فديناه بكبش . وقال الكوفيون : الجواب " ناديناه " والواو زائدة مقحمة ، كقوله : " فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا " [ يوسف : 15 ] أي أوحينا . وقول : " وهم من كل حدب ينسلون " [ الأنبياء :96 ] . " واقترب " أي اقترب . وقوله : " حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال " [ الزمر : 73 ] أي قال لهم . وقال امرؤ القيس :

فلما أجَزْنَا ساحةَ الحيِّ وانْتَحَى{[13285]}

أي انتحى ، والواو زائدة . وقال أيضا :

حتى إذا حملتْ بطونُكم *** ورأيتُم أبناءكم شَبُّوا

وقلبْتُم ظَهْرَ المِجَنِّ لنا *** إن اللئيم الفاجر الخِبُّ

أراد قلبتم . النحاس : والواو من حروف المعاني لا يجوز أن تزاد . وفي الخبر : إن الذبيح قال لإبراهيم عليه السلام حين أراد ذبحه : يا أبت أشدد رباطي حتى لا أضطرب ؛ واكفف ثيابك لئلا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن ، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون الموت أهون علي واقذفني للوجه ؛ لئلا تنظر إلى وجهي فترحمني ، ولئلا أنظر إلى الشفرة فأجزع ، وإذا أتيت إلى أمي فأقرئها مني السلام . فلما جر إبراهيم عليه السلام السكين ضرب الله عليه صفيحة من نحاس ، فلم تعمل السكين شيئا ، ثم ضرب به على جبينه وحز في قفاه فلم تعمل السكين شيئا ؛ فذلك قوله تعالى : " وتله للجبين " كذلك قال ابن عباس : معناه كبه على وجهه


[13285]:تمامه: * بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل*.