تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ} (149)

مناقشة المشركين وتفنيد عقائدهم .

{ فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ( 149 )أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ( 150 ) ألا إنهم من إفكهم ليقولون ( 151 ) ولد الله وإنهم لكاذبون ( 152 ) أصطفى البنات على البنين ( 153 )ما لكم كيف تحكمون ( 154 ) أفلا تذكرون ( 155 ) أم لكم سلطان مبين ( 156 ) فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ( 157 ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ( 158 ) سبحان الله عما يصفون ( 159 ) }

المفردات :

فاستفتهم : فاستخبر كفار مكة توبيخّا لهم ، وسلهم على سبيل الإنكار عليهم .

149

التفسير :

149- { فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون } .

أي : اسألهم يا محمد عن مصدر هذا الزعم الكاذب ، أيليق بهم أن ينسبوا لله الملائكة ويجعلون إناثا ، وينسبون البنين إليهم ؟

وفي سورة النجم يقول القرآن الكريم : { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزى . [ النجم : 21 ، 22 ] .

أي : قسمة جائرة ، حيث جعلوا للخالق الرازق الإناث ، وللمخلوقين الذكور ، والملائكة عباد الله ، ملتزمون بأمر الله ، طائعون له ، لا يستكبرون عن طاعته ، ولا يتمتعون عن الامتثال لأمره .

قال سبحانه وتعالى : { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا } . [ النجم : 27 ، 28 ] .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ} (149)

يقول تعالى لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : { فَاسْتَفْتِهِمْ } أي : اسأل المشركين باللّه غيره ، الذين عبدوا الملائكة ، وزعموا أنها بنات اللّه ، فجمعوا بين الشرك باللّه ، ووصفه بما لا يليق بجلاله ، { أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ } أي : هذه قسمة ضيزى ، وقول جائر ، من جهة جعلهم الولد للّه تعالى ، ومن جهة جعلهم أردأ القسمين وأخسهما له وهو البنات التي لا يرضونهن لأنفسهم ، كما قال في الآية الأخرى { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ } ومن جهة جعلهم الملائكة بنات اللّه ، وحكمهم بذلك .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ} (149)

قوله تعالى :{ فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون } : لما ذكر أخبار الماضين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم احتج على كفار قريش في قولهم : إن الملائكة بنات الله ، فقال : { فاستفتهم } ، وهو معطوف على مثله في أول السورة وإن تباعدت بينهم المسافة ، أي فسل يا محمد أهل مكة { ألربك البنات } وذلك أن جهينة وخزاعة وبني مليح وبني سلمة وعبد الدار زعموا أن الملائكة بنات الله ، وهذا سؤال توبيخ .