تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

40

المفردات :

بيض مكنون : بيض مصون عن الريح والغبار ، حيث تكنّه النعامة أو الدجاجة بريشها .

التفسير :

49- { كأنهم بيض مكنون } .

كأنهن بيض النعام المستور في الأعشاش ، الذي لم تمسسه الأيدي ، ولم يصبه الغبار ، وقد شبههن ببيض النعام ، لأن لونه أبيض يخالطه قليل من الصفرة ، وهو لون محبوب في النساء عند العرب .

قال امرؤ القيس :

وبيضة خدر لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير مُعْجَل .

وقيل البيض المكنون ، أي : المصون من الكسر ، والمراد : أنّهن عذارى .

قال تعالى : { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } [ الرحمان : 74 ] .

وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أول الناس خروجا إذا بُعثوا ، وأنا خطيبهم إذا وفدوا ، وأنا مبشرهم إذا حزنوا ، وأنا شفيعهم إذا حُبسوا ، لواء الحمد يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على الله عز وجل ولا فخر ، يطوف عليّ ألف خادم كأنهن البيض المكنون – أو اللؤلؤ المكنون – " {[546]}


[546]:أخرجه ابن أبي حاتم، وروى بعضه الترمذي، وانظر مختصر تفسير ابن كثير للصابوني 3/179.
 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

{ كَأَنَّهُنَّ } أي : الحور { بَيْضٌ مَكْنُونٌ } أي : مستور ، وذلك من حسنهن وصفائهن وكون ألوانهن أحسن الألوان وأبهاها ، ليس فيه كدر ولا شين .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

" كأنهن بيض مكنون " أي مصون . قال الحسن وابن زيد : شبهن ببيض النعام ، تكنها النعامة بالريش من الريح والغبار ، فلونها أبيض في صفرة وهو حسن ألوان النساء . وقال ابن عباس وابن جبير والسدي : شبهن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسه الأيدي . وقال عطاء : شبهن بالسحاء الذي يكون بين القشرة العليا ولباب البيض . وسحاة كل شيء : قشره والجمع سحا . قاله الجوهري . ونحوه قول الطبري ، قال : هو القشر الرقيق ، الذي على البيضة بين ذلك . وروي نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم . والعرب تشبه المرأة بالبيضة لصفائها وبياضها . قال امرؤ القيس :

وبيضةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خباؤُها *** تمتعت من لهو بها غير مُعْجِلِ

وتقول العرب إذا وصفت الشيء بالحسن والنظافة : كأنه بيض النعام المغطى بالريش . وقيل : المكنون المصون عن الكسر ، أي إنهن عذارى . وقيل : المراد بالبيض اللؤلؤ ، كقوله تعالى : " وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون " [ الواقعة :23 ] أي في أصدافه ، قاله ابن عباس أيضا . ومنه قول الشاعر :

وهي بيضاءُ مثل لؤلؤة الغَ *** وَّاص مِيزَتْ من جوهرٍ مَكْنُونِ

وإنما ذكر المكنون والبيض جمع ؛ لأنه رد النعت إلى اللفظ .