تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

95

96- { والله خلقكم وما تعملون } .

أي : إن الله تعالى هو خالقكم ، وخالق ما تعملونه من الأصنام ، فهو سبحانه الذي وهبكم القدرة والقوة واليد والعمل .

قال القرطبي :

{ والله خلقكم وما تعملون } .

( ما ) في موضع نصب ، أي : خلقكم وخلق ما تعملونه من الأصنام ، يعني الخشب والحجارة وغيرها .

وروى البخاري : عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يصنع كل صانع وصنعته " ، ذكره ابن كثير في تفسيره ، فهو سبحانه الخالق ، وهو سبحانه الصانع ، وهو سبحانه المُستحق للعبادة .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

" والله خلقكم وما تعملون " " ما " في موضع نصب أي وخلق ما تعملونه من الأصنام ، يعني الخشب والحجارة وغيرهما ، كقوله : " بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن " [ الأنبياء : 56 ] وقيل : إن " ما " استفهام ومعناه التحقير لعملهم . وقيل : هي نفي ، والمعنى وما تعملون ذلك لكن الله خالقه . والأحسن أن تكون " ما " مع الفعل مصدرا ، والتقدير والله خلقكم وعملكم وهذا مذهب أهل السنة : أن الأفعال خلق لله عز وجل واكتساب للعباد . وفي هذا إبطال مذاهب القدرية والجبرية . وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله خالق كل صانع وصنعته ) ذكره الثعلبي . وخرجه البيهقي من حديث حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل صنع كل صانع وصنعته فهو الخالق وهو الصانع سبحانه ) وقد بيناهما في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى .