تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (40)

38

{ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } .

أي : إذا أردنا أن نبعث من يموت ، فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائه ؛ لأنا إذا أردنا أمرا وقع وحدث ؛ فقدرتنا لا يتعاصى عليها شيء ، ولا يحول دون نفاذها حائل .

قال ابن كثير :

أخبر سبحانه عن قدرته على ما يشاء ، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له : { كن فيكون } . والمراد من ذلك : إذا أراد كونه ؛ فإنما يأمر به مرة واحدة فيكون كما يشاء27 .

قال تعالى : { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر . . . } . ( القمر : 50 ) .

وقال سبحانه : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة . . . } . ( لقمان : 28 ) .

ونلاحظ أن هذه الآيات قد حكت إنكار الكفار للبعث ، ثم ردت عليهم بالحجة والبرهان ، وفي هذا المعنى يقول الله سبحانه وتعالى في آخر سورة يس :

{ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم* قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم* الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون*أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم* إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون* فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } . ( يس : 78 83 ) .