{ ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد } .
ذلك الذي تقدم من الجزاء الشديد المترتب على الكتمان ، حاصل بسبب أن الله نزل القرآن بالحق ، فلا يصح أن يكتم أمره وأمر من جاء به ، ولا أن يفتري عليه ، وأن الذين اختلفوا في شأنه لفي خلاف بعيد عن الحق موجب لأشد العذاب ، إن منهم من يقول : هو سحر . ومنهم من يقول : أساطير الأولين ، ومنهم من يقول : افتراه على الله كذبا ، أم به جنة ، ومنهم من يقول : إنما يعلمه بشر .
ويرى بعض المفسرين : أن المراد بالكتاب : جنس الكتب التي أنزلها الله ، وأن المعنى ، ذلك العذاب بسبب أن الله نزل كتبه بالحق ، فلا جرم أن يعذب من يكتمها ، أو يكذبها . وأن الذين اختلفوا في شأن ما أنزله الله في كتبه ، فأظهروا منها ما يناسب أهواءهم وأخفوا ما لا يناسبها أو آمنوا ببعضها ، وكفروا بالبعض الآخر ، وأساءوا تأويل بعضها .
{ لفي شقاق بعيد } : شقاق مع الحق . ، وشقاق مع ناموس الفطرة ، وشقاق فيما بينهم وبين أنفسهم ، وبعد شديد عن الحق والصواب .
وبدلك تكون الآيات الكريمة قد ذكري ألوانا من العقوبات الأليمة التي توعد الله بها كل من يكتم أمرا نهى الله عن كتمانه ، لكي يقلع كل من يتأى منه الخطاب عن هذه الرذيلة ، وفاء للعهد أخذه الله على الناس بصفة عامة ، وعلى أولي العلم بصفة خاصة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.