فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (176)

{ ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ، ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } .

{ ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق } أي ذلك الأمر وهو العذاب ، قاله الزجاج ، وقال الأخفش : إن خبر اسم الإشارة محذوف والتقدير ذلك معلوم والمراد بالكتاب هنا القرآن أو التوراة والحق الصدق ، وقيل الحجة { وإن الذين اختلفوا في الكتاب } يعني في معانيه وتأويله فحرفوه وبدلوه ، وقيل آمنوا ببعض وكفروا ببعض ، والمراد بالكتاب قيل التوراة فادعى النصارى أن فيها صفة عيسى وأنكرهم اليهود ، وقيل خالفوا ما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم واختلفوا فيها ، وقيل المراد القرآن والمختلفون هم كفار قريش يقول بعضهم هو سحر وكهانة ، وبعضهم يقول هو أساطير الأولين ، وبعضهم يقول غير ذلك ، وقيل المختلفون هم اليهود والنصارى { لفي شقاق } أي خلافا ومنازعة { بعيد } عن الحق وقد تقدم معنى الشقاق .