الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (176)

قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ } : اختلفوا في محلِّ " ذلك من الإِعراب . فقيل : رفعٌ ، وقيل : نصبٌ . والقائلون بأنه رفعٌ اختلفوا على ثلاثةِ أقوال ، أحدُهما : أنه فاعلٌ بفعل محذوفٍ ، أي : وَجَبَ لهم ذلك . والثاني : أنَّ " ذلك " مبتدأٌ ، و " بأنَّ الله " خبرُه ، أي : ذلك العذابُ مستحقٌّ بما أَنْزَل اللهُ في القرآنِ من استحقاقِ عذابِ الكافر . والثالث : أنه خبرُ والمبتدأ محذوفٌ ، أي الأمرُ ذلك ، والإِشارةُ إلى العذابِ ، ومَنْ قاله بأنه نصبٌ قدَّره . فَعَلْنا ذلك ، والباءُ متعلقةٌ بذلك المحذوفِ ومعناها السببيةٌ .