الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (176)

ثم قال تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ ) [ 175 ] .

أي : بالواجب( {[5290]} ) . وحيثما ذكر الحق فمعناه الواجب . أي : ذلك فعلهم ، لأن الله نزل الكتاب بالحق .

وقيل : المعنى : ذلك العذاب المذكور لهم ، لأن الله نزل الكتاب بالحق( {[5291]} ) . فَ " ذلك " في موضع رفع في القولين .

وقيل : المعنى : فعلنا( {[5292]} ) ذلك لأن الله نزل الكتاب بالحق ، فكفروا به ، ف " ذَلِكَ " في موضع نصب في هذا القول( {[5293]} ) .

ثم قال : ( وَإِنَّ( {[5294]} ) الذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) [ 175 ] .

يعني به اليهود والنصارى ؛ اختلفوا في الكتاب فكفرت اليهود بما قص( {[5295]} ) الله فيه من قصص عيسى صلى الله عليه وسلم وأمه ، وصدقت النصارى ببعض ذلك . [ و ]( {[5296]} ) كفروا جميعاً بما أنزل الله فيه من الأمر بتصديقحمد صلى الله عليه وسلم .

/والمعنى : [ وإنهم لفي ]( {[5297]} ) منازعة ومباعدة للحق ، بعيدة مِنَ الصواب والرشد .

قال السدي : " ( لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) : لفي عداوة بعيدة " ( {[5298]} ) .


[5290]:- في ق: بالجواب. وهو تحريف.
[5291]:- انظر: جامع البيان 3/335.
[5292]:- في ح: فعل.
[5293]:- انظر: جامع البيان 3/335.
[5294]:- سقط من ع3.
[5295]:- في ح: نَصَّ.
[5296]:- سقط من ع1. وفي ح: بياض.
[5297]:- في ق: إنهم يعني. وهو تحريف.
[5298]:- انظر: جامع البيان 3/336، والدر المنثور 1/410-411.