السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ} (45)

وقوله تعالى : { أفأمن الذين مكروا السيئات } فيه إضمار تقديره المكرات السيئات وهم كفار قريش مكروا بالنبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبالقرآن في أذيتهم والمكر عبارة عن السعي بالفساد على سبيل الإخفاء ثم إنه تعالى ذكر في تهديدهم أربعة أمور الأوّل قوله تعالى : { أن يخسف الله بهم الأرض } كما خسف بقارون وأصحابه فإذا هم في بطنها لا يقدرون على نوع تقلب بمتابعة ولا غيرها . الثاني قوله تعالى : { أو يأتيهم العذاب } على غير تلك الحال { من حيث لا يشعرون } به فيأتيهم بغتة فيهلكهم كما فعل بقوم لوط عليه السلام .