ولما ثبت بالدليل الصحيح والبرهان الواضح أنّ إله العالم لا شريك له في الإلهية وجب أن يكون جميع المخلوقات عبيده وفي ملكه وتصرفه وتحت قهره وذلك قوله تعالى : { وله } أي : الله ، وأعاد الضمير في قوله تعالى له على الله الاسم الأعظم ، العلم الجامع لجميع الأسماء الحسنى . { ما في السماوات والأرض } أي : ما تعبدونه وغيره ، فكيف يتصوّر أن يكون شيء من ذلك إلهاً ، وهو ملكه مع كونه محتاجاً إلى الزمان والمكان وغيرهما . { وله الدين } أي : الطاعة وقوله تعالى : { واصباً } أي : دائماً حال من الدين والعامل فيه ما في الظرف من معنى الفعل . قال ابن قتيبة : ليس من أحد يدان له ويطاع ، إلا انقطع ذلك لسبب في حال الحياة أو بالموت إلا الحق سبحانه وتعالى فطاعته واجبة أبداً ، ولأنه المنعم على عباده المالك لهم فكانت طاعته واجبة دائماً أبداً . وقوله تعالى : { أفغير الله } أي : الذي له العظمة كلها { تتقون } استفهام إنكار والمعنى : أنكم بعدما عرفتم أنّ إله العالم واحد ، وعرفتم أنّ كل ما سواه محتاج إليه في وقت دوامه وبقائه ، فبعد العلم بذلك ، كيف يعقل أن يكون للإنسان رغبة في غير الله تعالى ! أو رهبة من غير الله تعالى !
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.