ونزل لما أنكر مشركو مكة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا الله أعظم وأجل أن يكون ورسوله بشرا فهلا بعث ملكا إلينا : { وما أرسلنا من قبلك } يا محمد إلى الأمم من طوائف البشر { إلا رجالا } لا ملائكة بل آدميين هم في غاية الاقتدار على الصبر والتوكل الذي هو محط الرحال . { نوحي إليهم } بواسطة الملائكة فعادة الله جارية مستمرة من أول مبتدأ الخلق إلى الآن لم يبعث رسولا إلا من البشر . { فاسألوا أهل الذكر } أي : أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى وإنما أمرهم الله تعالى بسؤالهم لأن كفار مكة كانوا يعتقدون أن أهل الكتاب أهل علم وقد أرسل إليهم رسلا مثل موسى وعيسى عليهما السلام من البشر وكانوا بشرا مثلهم فإذا سألوهم فلابد أن يخبروهم أن الرسل الذين أرسلوا إليهم كانوا بشرا فإذا أخبروهم بذلك فربما زالت هذه الشبهة وقال ابن عباس : يريد أهل التوراة والدليل عليه قوله تعالى : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } [ الأنبياء ، 105 ] يعني التوراة ، والذكر هو التوراة . وقال الزجاج : معناه اسألوا كل من يذكر بعلم وتحقيق . ولما كان عندهم أحسن من ذلك سماع أخبار الأمم قبلهم أشار إليه بقوله تعالى : { إن كنتم } أي : جبلة وطبعا { لا تعلمون } ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقه أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.