السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا} (93)

{ حتى إذا بلغ } في مسيره ذلك { بين السدّين } أي : بين الجبلين وهما جبلا أرمينية وأذربيجان وقيل : جبلان في أواخر الشمال ، وقيل : هذا المكان في منقطع بلاد الترك من ورائهما يأجوج ومأجوج ، قال الرازي : والأظهر أن موضع السد في ناحية الشمال سد الإسكندر ما بينهما كما سيأتي ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين والباقون بضمها وهما لغتان معناهما واحد ، وقال عكرمة : ما كان من صنع بني آدم فهو السد بالفتح وما كان من صنع اللّه فهو بالضم وقاله أبو عمرو وقيل بالعكس { وجد من دونهما } أي : بقربهما من الجانب الذي هو أدنى منهما إلى الجهة التي أتى منها ذو القرنين { قوماً } أي : أمة من الناس لغتهم في غاية البعد من لغات بقية الناس لبعد بلادهم عن بقية البلاد فهم كذلك { لا يكادون } أي : لا يقربون { يفقهون } أي : يفهمون { قولاً } ممن مع ذي القرنين فهماً جيداً كما يفهم غيرهم لغرابة لغتهم وقلة فطنتهم ، وقرأ حمزة والكسائي بضم الياء وكسر القاف والباقون بفتحهما ، وقال ابن عباس : لا يفقهون كلام أحد ولا يفهم الناس كلامهم واستشكل بقولهم : { قالوا يا ذا القرنين } .