السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ يَوۡمُ ٱلزِّينَةِ وَأَن يُحۡشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحٗى} (59)

ثالثها : أن قوله : { موعدكم } خطاب للجمع فلو جعلناه من فرعون لموسى وهارون لزم إمّا أن نحمله على التعظيم أو أن أقل الجمع اثنان فالأوّل لا يليق بحال فرعون معهما والثاني غير جائز ، فإذا جعلناه من موسى عليه السلام استقام الكلام واختلف في { يوم الزينة } فقال مجاهد وقتادة : النيروز ، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير : هو يوم عاشوراء ، وقيل : كان يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون في كل سنة ، وقيل : يوم كانوا يتخذون فيه سوقاً ويتزينون ذلك اليوم .

وبنى قوله : { وأن يحشر } للمفعول ؛ لأن القصد الجمع لا كونه من معين { الناس } أي : يجتمعوا { ضحى } أي : وقت الضحوة ، فيكون أظهر لما يعمل ، وأجلى ، فلا يأتي الليل إلا وقد قضي الأمر ، وعرف المحق من المبطل ، ويكثر التحديث بذلك في كل بدو وحضر ، ويشيع في جميع أهل الوبر والمدر .