فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ يَوۡمُ ٱلزِّينَةِ وَأَن يُحۡشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحٗى} (59)

ثم واعده موسى بوقت معلوم ف{ قَال مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزينة } قال مجاهد وقتادة ومقاتل والسديّ : كان ذلك يوم عيد يتزينون فيه . وقال سعيد بن جبير : كان ذلك يوم عاشوراء . وقال الضحاك : يوم السبت . وقيل : يوم النيروز . وقيل : يوم كسر الخليج . وقرأ الحسن والأعمش وعيسى الثقفي والسلمي وهبيرة عن حفص : «يوم الزينة » بالنصب ، ورويت هذه القراءة عن أبي عمرو ، أي في يوم الزينة إنجاز موعدنا ، وقرأ الباقون بالرفع على أنه خبر موعدكم ، وإنما جعل الميعاد زماناً بعد أن طلب منه فرعون أن يكون مكاناً سوى ؛ لأن يوم الزينة يدلّ على مكان مشهور يجتمع فيه الناس ذلك اليوم ، أو على تقدير مضاف محذوف ، أي موعدكم مكان يوم الزينة . { وَأَن يُحْشَرَ الناس ضُحًى } معطوف على { يوم الزينة } فيكون في محل رفع ، أو على { الزينة } فيكون في محل جرّ ، يعني ضحى ذلك اليوم . والمراد بالناس : أهل مصر . والمعنى : يحشرون إلى العيد وقت الضحى ، وينظرون في أمر موسى وفرعون . قال الفراء : المعنى إذا رأيت الناس يحشرون من كل ناحية ضحى فذلك الموعد .

/خ59