السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَجۡمِعُواْ كَيۡدَكُمۡ ثُمَّ ٱئۡتُواْ صَفّٗاۚ وَقَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡيَوۡمَ مَنِ ٱسۡتَعۡلَىٰ} (64)

{ فأجمعوا كيدكم } أي : من السحر وغيره ، فلا تدعوا منه شيئاً إلا جئتم به ، وقرأ أبو عمرو بهمزة الوصل بين الفاء والجيم ، وفتح الميم ، والباقون بهمزة مقطوعة وكسر الميم { ثم ائتوا } أي : للقاء موسى وهارون { صفاً } أي مصطفين ؛ لأنه أهيب في صدور الرائين .

تنبيه : اختلفوا في عدد السحرة ، فقال الكلبي : كانوا اثنين وسبعين ساحراً ؛ اثنان من القبط ، وسبعون من بني إسرائيل ، وقال عكرمة : كانوا تسعمائة ؛ ثلاثمائة من الفرس ، وثلاثمائة من الروم ، وثلاثمائة من الإسكندرية . وقال وهب : خمسة عشرة ألفاً ، وقال السدي : بضعة وثلاثون ألفاً ، وقال القاسم بن سلام : كانوا سبعين ألفاً ، وقيل : اثني عشر ألفاً مع كل منهم على كل قول حبل وعصا ، وأقبلوا عليه إقبالة واحدة ، وظاهر القرآن لا يدل على شيء من هذه الأقوال . ولما كان التقدير : فمن أتى كذلك فقد استعلى عطف عليه قوله : { وقد أفلح اليوم } في هذا الجمع الذي ما اجتمع مثله قط { من استعلى } أي : فاز بالمطلوب من غلب ،