السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيۡلَكُمۡ لَا تَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا فَيُسۡحِتَكُم بِعَذَابٖۖ وَقَدۡ خَابَ مَنِ ٱفۡتَرَىٰ} (61)

ولما تشوق السامع إلى ما كان من موسى عليه السلام عند ذلك استأنف تعالى الخبر عنه بقوله تعالى : { قال لهم } أي : لأهل الكيد والعناد ، وهم السحرة وغيرهم { موسى } حين رأى اجتماعهم ناصحاً لهم { ويلكم } يا أيها الناس الذين خلقكم الله تعالى لعبادته { لا تفتروا } أي : لا تتعمدوا { على الله كذباً } بإشراك أحد معه { فيسحتكم } قال مقاتل : يهلككم ، وقال قتادة : يستأصلكم { بعذاب } من عنده ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بضم الياء ، وكسر الحاء من الإسحات ، وهو لغة نجد وتميم ، والباقون بفتحهما ، والسحت لغة الحجاز { وقد خاب من افترى } كما خاب فرعون ، فإنه افترى واحتال ليبقى الملك له ، فلم ينفعه .