السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (10)

{ ذلك } أي : العذاب العظيم { بما قدمت يداك } أي : بعملك ، ولكن جرت عادة العرب أن تضيف الأعمال إلى اليد ؛ لأنها آلة أكثر العمل وإضافة ما يؤدي إليهما أنكى { وأنّ } أي : وبسبب أنّ { الله ليس بظلام } أي : بذي ظلم ما { للعبيد } وإنما هو مجاز لهم على أعمالهم أو أن المبالغة لكثرة العبيد . ونزل في قوم من الأعراب كانوا يقدمون المدينة مهاجرين من باديتهم ، فكان أحدهم إذا قدم المدينة فصح بها جسمه ونتجت بها فرسه مهراً وولدت امرأته غلاماً وكثر ماله قال هذا دين حسن وقد أصبت به خيراً ، واطمأن به ، وإن كان الأمر بخلافه قال : ما أصبت إلا شرّاً ، فينقلب عن دينه .