الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (10)

قوله : { ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ } : كقوله : { ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ } [ الآية : 6 ] . وكذا قولُه : { وَأَنَّ اللَّهَ } يجوز عطفُه على السبب . ويجوز أن يكونَ التقديرُ : والأمرُ أنَّ الله ، فيكون منقطعاً عما قبله .

وقوله : " ظَلاَّمٍ " مثالُ مبالغةٍ . وأنت إذا قلت : " ليس زيدٌ بظلاَّمٍ " لا يلزمُ منه نفيُ أصلِ الظلمِ ؛ فإنَّ نَفْيَ الأخصِّ لا يَسْتلزم نَفْيَ الأعمِّ . والجواب : أن المبالغةَ إنما جِيْءَ بها لتكثيرِ مَحَالِّها فإن العبيدَ جمعٌ . وأحسنُ منه أنَّ فعَّالاً هنا للنسَبِ أي : [ ليس ] بذي ظلم لا للمبالغة .