مكية ، إلا { ومن الناس من يعبد الله على حرف } الآيتين وإلا { هذان خصمان } الست آيات فمدنيات ، وهي ثمان ، وقيل : خمس أو ست أو سبع وسبعون آية .
{ بسم الله } أي : الذي اقتضت عظمته خضوع كل شيء { الرحمن } الذي عمّ برحمته كل موجود { الرحيم } الذي خص بفضله من شاء من عباده . ولما ختمت السورة التي قبل هذه بالترهيب من الفزع الأكبر وطي السماء وإتيان ما يوعدون ، وكان أعظم ذلك يوم الدين افتتحت هذه السورة بالأمر بالتقوى المنجية من هول ذلك اليوم بقوله تعالى : { يا أيها الناس } .
{ يا أيها الناس } أي : الذين تقدّم أوّل تلك أنه اقترب لهم حسابهم إن أريد أنّ ذلك عام وإلا فهم وغيرهم { اتقوا } أي : احذروا عقاب { ربكم } أي : المحسن إليكم بأنواع الإحسان بأن تجعلوا بينكم وبين عقابه وقاية الطاعات ، ولما أمرهم بالتقوى علل ذلك مرهباً لهم بقوله تعالى : { إنّ زلزلة الساعة } أي : حركتها الشديدة للأشياء على الإسناد المجازي ، فتكون الزلزلة مصدراً مضافاً إلى فاعله ، ويصح أن يكون إلى المفعول فيه على طريق الاتساع في الظرف وإجرائه مجرى المفعول به كقوله تعالى : { بل مكر الليل والنهار } [ سبأ ، 33 ] ، وهي الزلزلة المذكورة في قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها } [ الزلزلة ، 1 ] واختلف في وقتها ، فعن الحسن أنها تكون يوم القيامة ، وعن علقمة والشعبي عند طلوع الشمس من مغربها الذي هو أقرب للساعة { شيء عظيم } أي : أمر كبير وخطر جليل وحادث هائل لا تحتمل العقول وصفه وهذا للزلزلة نفسها ، فكيف بجميع ما يحدث في ذلك اليوم الذي لا بدّ لكم من الحشر فيه إلى الله تعالى ليجازيكم على ما كان منكم لا ينسى منه نقير ولا قطمير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.