الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖ فَسۡـَٔلِ ٱلۡعَآدِّينَ} (113)

استقصروا مدّة لبثهم في الدنيا بالإضافة إلى خلودهم ولما هم فيه من عذابها ، لأنّ الممتحن يستطيل أيام محنته ويستقصر ما مرّ عليه من أيام الدعة إليها . أو لأنهم كانوا في سرور ، وأيام السرور قصار ، أو لأنّ المنقضي في حكم ما لم يكن ، وصدقهم الله في تقالهم لسني لبثهم في الدنيا ووبخهم على غفلتهم التي كانوا عليها . وقرىء : «فسل العادّين » والمعنى : لا نعرف من عدد تلك السنين إلاّ أنا نستقله ونحسبه يوماً أو بعض يوم ؛ لما نحن فيه من العذاب ، وما فينا أن نعدّها [ كم هي ] ، فسل من فيه أن يعدّ ، ومن يقدر أن يلقي إليه فكره . وقيل : فسل الملائكة الذين يعدّون أعمار العباد ويحصون أعمالهم . وقرىء : «العادين » بالتخفيف ، أي : الظلمة ، فإنهم يقولون كما نقول . وقرىء : «العاديين » أي : القدماء المعمرين ، فإنهم يستقصرونها ، فكيف بمن دونهم ؟ وعن ابن عباس : أنساهم ما كانوا فيه من العذاب بين النفختين .