السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (44)

ثم ذكر تعالى ما هو أدل على الاختيار بقوله تعالى مترجماً لما يشمل ما مضى وزيادة : { يقلب الله } أي الذي له الأمر كله بتحويل الظلام ضياء والضياء ظلاماً والنقص تارة والزيادة أخرى مع المطر تارة والصحو أخرى { الليل والنهار } فينشأ عن ذلك التقليب من الحر والبرد والنمو والتنويع واليبس ما يبهر العقول ، ولهذا قال منبهاً على النتيجة { إن في ذلك } الأمر العظيم الذي ذكر من جميع ما تقدم { لعبرة } أي دلالة على وجود الصانع القديم ، وكمال قدرته وإحاطة علمه ، ونفاذ مشيئته ، وتنزيهه عن الحاجة وما يفضي إليها { لأولي الأبصار } أي لأصحاب البصائر على قدرة الله تعالى وتوحيده .