فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ} (24)

{ وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله } أي يعبدونها متجاوزين عبادة الله سبحانه ، قيل : كانوا مجوسا ، وقيل : زنادقة ، و ( وجدت ) بمعنى لقيت وأصبت ؛ فتتعدى لواحد .

{ وزين لهم الشيطان أعمالهم } التي يعملونها وهي عبادة الشمس ، وسائر أعمال الكفر { فصدهم عن السبيل } أي صدعهم الشيطان بسبب ذلك التزيين عن الطريق الواضح ، وهو الإيمان بالله وتوحيده .

{ فهم لا يهتدون } إلى ذلك ، ولا يبعد من الهدهد التهدي إلى معرفة الله تعالى ، ووجوب السجود له ، وحرمة السجود للشمس إلهاما من الله له ؛ كما ألهمه وغيره من الطيور ، وسائر الحيوان المعارف اللطيفة ، التي لا يكاد العقلاء الرجاح العقول يهتدون لها .