تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ} (24)

[ الآية 24 ] وقوله تعالى : { وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله } [ قال هذا لعظم ما وقع عند الهدهد من السجود لغير الله ليعلم أن الطير وغيرها من البهائم يعرفون الله ، ويوحدونه ، وهو كقوله : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } [ الإسراء : 44 ] .

وقوله تعالى : { يسجدون للشمس من دون الله }{[14977]} يعبدون الشمس من دون الله . وجائز أنهم يطيعون [ الشمس ويخضعون لها ]{[14978]} من دون الله .

وقوله تعالى : { وزين لهم الشيطان أعمالهم } الخبيثة السيئة حتى رأوها حسنة { فصدهم عن السبيل } وهو سبيل الله لأن المطلق هو سبيل الله ، وهو الإسلام ، والكتاب المطلق كتاب الله .

وقوله تعالى : { فهم لا يهتدون } فإن كان هذا القول من هدهد ، وتأويله : { فصدهم عن السبيل } فهم غير مهتدين فإنه{[14979]} لا يحتمل أن يعرف أنهم لا يهتدون في حادث الوقت .

وإن كان من الله فهو إخبار أنهم لا يهتدون [ أبدا لما علم أنهم لا يهتدون ]{[14980]} والله أعلم .


[14977]:- ساقطة من م.
[14978]:- في الأصل وم: للشمس ويخضعونها.
[14979]:- في الأصل وم: لأنه.
[14980]:- من م، ساقطة من الأصل