السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (44)

ولما قدّم تعالى أنه لا معجز له سبحانه ولا ناصر لمن خذله استدل على ذلك بقوله تعالى : { خلق الله } أي : الذي لا يدانى في عظمته { السماوات والأرض بالحق } أي : الأمر الذي يطابقه الواقع ، أو بسبب إثبات الحق وإبطال الباطل ، أو بسبب أنه محق غير قاصد به باطلاً فإنّ المقصود بالذات من خلقهما إفاضة الجود والدلالة على ذاته وصفاته كما أشار إليه بقوله تعالى : { إنّ في ذلك لآية } أي : دلالة ظاهرة على قدرته تعالى { للمؤمنين } وأُختص المؤمنون بذلك لأنهم المنتفعون به .