السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (40)

{ فكلاً } أي : فتسبب عن تكذيبهم أنّ كلاً { أخذنا } أي : بما لنا من العظمة { بذنبه } أي : أخذ عقوبة ليعلم أنه لا أحد يعجزنا { فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً } أي : ريحاً عاصفاً فيها حصباء كقوم لوط وعاد { ومنهم من أخذته الصيحة } أي : التي تظهر شدتها الريح الحاملة لها الموافقة لقصدها فترجف لعظمتها الأرض كمدين وثمود { ومنهم من خسفنا به الأرض } أي : غيبناه فيها كقارون وجماعته { ومنهم من أغرقنا } بالغمر في الماء كقوم نوح وفرعون وقومه وعذاب قوم صالح المعدّ في الإغراق والمعدّ في الخسف فتارة يهلك بريح تقذف بالحجارة من السماء كقوم لوط أو من الأرض كعاد { وما كان الله } أي : الذي لا شيء من الجلال والكمال إلا له { ليظلمهم } أي : فيعذبهم بغير ذنب { ولكن كانوا أنفسهم } لا غيرها { يظلمون } بارتكاب المعاصي ولم يقبلوا النصح مع هجرهم ، ولا خافوا العقوبة على ضعفهم ،