الآية 44 وقوله تعالى : { خلق الله السماوات والأرض بالحق } يحتمل قوله { بالحق } أي لعاقبة ، وهي البعث ، لأنه لم يخلقهما لأنفسهما . وكذلك لم يخلق الدنيا [ للدنيا ]( {[15793]} ) ولكن إنما خلقها للآخرة ؛ إذ بالآخرة يصير خلقها حكمة وحقا ، لأنه لو لم يكن خلقها لعاقبة كان خلقها عبثا باطلا ، وهو ما قال : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا } [ ص : 27 ] لأن كل كافر يظن أنه خلقهما باطلا . ولكن لما تركوا الإيمان بالبعث ، وأنكروا البعث ، فإنهم ظنوا أنه خلقهما باطلا ؛ إذ لولا البعث كان حلقهما باطلا عبثا . فإنما صار خلقهما حقا وحكمة بالبعث . فإذا أنكروا ما به صلاح خلقه إياهما حكمة وحقا فقد ظنوا الباطل بخلقهما . فنسأل الله التوفيق والصواب .
ويحتمل قوله : { خلق الله السماوات والأرض بالحق } أنه خلقهما لتدلا إلى الحق لأنهما تدلان على وحدانية الله وربوبيته وتعاليه عن الأشباه والشركاء وجميع الآفات ، أو أن يكون { بالحق } [ الذي ]( {[15794]} ) لله عليهم ، أو { بالحق } الذي لبعضهم على بعض ، والله أعلم .
[ وقوله تعالى ] ( {[15795]} ) : { إن في ذلك لآية للمؤمنين } صيره آية لمن أقر بها ، وآمن ؛ إذ هو المنتفع بها . فأما من أنكر ، وجحد ، وكذبها ، فهو آية عليه لا له ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.