فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (44)

{ خلق الله السماوات والأرض بالحق } أي : خلقهما متلبسا بالعدل والقسط مراعيا في خلقهما عباده ، غير قاصد به باطلا . وقيل : المراد بالحق كلامه وقدرته ، والأول أولى ، لأن المقصود بالذات من خلقهما إفاضة الخير والدلالة على ذاته وصفاته كما أشار له بقوله :

{ إن في ذلك لآية للمؤمنين } أي لدلالة عظيمة وعلامة ظاهرة على قدرته ؛ وتفرده بالإلهية وخص المؤمنين لأنهم الذين ينتفعون بذلك بخلاف الكافرين ، أي : فإن لم يؤمنوا فلا يضر ذلك في يقينكم وإيمانكم .