السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (171)

{ يستبشرن بنعمة من الله وفضل } لما بين تعالى أنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم بين هنا أنهم يستبشرون لأنفسهم بما رزقوا من النعيم لذلك أعاد لفظ الاستبشار .

فإن قيل : أليس ذكر فرحهم بأحوال أنفسهم والفرح عين الاستبشار فلزم التكرار ؟ أجيب : بأن الاستبشار هو الفرح التامّ فلا يلزم التكرار بأنّ المراد حصول الفرح بما حصل في الحال وحصول الاستبشار بما عرفوا أن النعمة العظيمة تحصل لهم في الآخرة والفرق بين النعمة والفضل أن النعمة هي الثواب والفضل هو التفضل الزائد .

فإن قيل : لم قال يستبشرون من غير عطف ؟ أجيب : بأنه تأكيد للأوّل ؛ لأنه قصد بالنعمة والفضل بيان متعلق الاستبشار الأول { وأنّ الله لا يضيع أجر المؤمنين } لما ذكر إيصال الثواب العظيم إلى الشهداء بين أنّ ذلك ليس مخصوصاً بهم بل كل مؤمن يستحق شيئاً من الأجر والثواب ، فإنّ الله تعالى يوصل ثوابه إليه ولا يضيعه .