{ وَيَسْتَبْشِرُونَ بالذين لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم } من إخوانهم المجاهدين الذين لم يقتلوا إذ ذاك . فالمراد باللحوق هنا : أنهم لم يلحقوا بهم في القتل ، والشهادة ؛ بل سيلحقون بهم من بعد . وقيل المراد : لم يلحقوا بهم في الفضل ، وإن كانوا أهل فضل في الجملة ، والواو في : { وَيَسْتَبْشِرُونَ } عاطفة على : { يُرْزَقُونَ } أي : يرزقون ، ويستبشرون ، وقيل المراد : بإخوانهم هنا : جميع المسلمين الشهداء ، وغيرهم ؛ لأنهم لما عاينوا ثواب الله ، وحصل لهم اليقين بحقية دين الإسلام استبشروا بذلك لجميع أهل الإسلام الذين هم أحياء لم يموتوا ، وهذا أقوى ، لأن معناه أوسع ، وفائدته أكثر ، واللفظ يحتمله بل هو الظاهر ، وبه قال الزجاج ، وابن فورك . وقوله : { أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } بدل من الذين ، أي : يستبشرون بهذه الحالة الحاصلة لإخوانهم من أنه لا خوف عليهم ، ولا حزن ، و «أن » هي : المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، وكرر قوله : { يَسْتَبْشِرُونَ } لتأكيد الأوّل ، ولبيان أن الاستبشار ليس لمجرد عدم الخوف ، والحزن ، بل به ، وبنعمة الله ، وفضله . والنعمة : ما ينعم الله به على عباده . والفضل : ما يتفضل به عليهم ، وقيل النعمة : الثواب ، والفضل الزائد ، وقيل : النعمة الجنة ، والفضل داخل في النعمة ذكر بعدها لتأكيدها ، وقيل : إن الاستبشار الأوّل متعلق بحال إخوانهم ، والاستبشار الثاني بحال أنفسهم . قوله : { وَأَنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المؤمنين } قرأ الكسائي بكسر الهمزة من «أن » ، وقرأ الباقون بفتحها فعلى القراءة الأولى هو : مستأنف اعتراض . وفيه دلالة على أن الله لا يضيع أجر شيء من أعمال المؤمنين ، ويؤيده قراءة ابن مسعود ، «والله لا يضيع أجر المؤمنين » . وعلى القراءة الثانية الجملة عطف على فضل داخلة في جملة ما يستبشرون به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.