السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ} (4)

ثم وصف المحسنين بقوله تعالى : { الذين يقيمون الصلاة } أي : يجعلونها كأنها قائمة بسبب إتقان جميع ما أمر به فيها وندب إليه ، ودخل فيها الحج لأنه لا يعظم البيت في كل يوم خمس مرّات إلا معظم له بالحج فعلاً أو قوّة { ويؤتون الزكاة } أي : كلها فدخل فيها الصوم ؛ لأنه لا يؤدي زكاة الفطر إلا من صامه فعلاً أو قوّة . ولما كان الإيمان أساس هذه الأركان وكان الإيمان بالبعث جامعاً لجميع أنواعه وحاملاً على سائر وجوه الإحسان قال تعالى { وهم بالآخرة } أي : التي تقدّم أنّ المجرمين عنها غافلون { هم يوقنون } أي : يؤمنون بها إيمان موقن فهو لا يفعل شيئاً ينافي الإيمان ، ولا يغفل عنه طرفة عين ، فهو في الذورة العليا من ذلك فهو يعبد الله تعالى كأنه يراه ، فآية البقرة بداية وهذه نهاية .