ثم وصفهم {[53613]}في سياق الرحمة والحكمة والبيان بالعدل{[53614]} بياناً لهم بما{[53615]} دعت إليه سورة الروم من كمال الإحسان في معاملة الحق والخلق اعتقاداً وعملاً فقال : { الذين يقيمون الصلاة } أي يجعلونها كأنها قائمة بفعلها بسبب إتقان جميع ما أمر به فيها وندب إليه ، وتوقفت بوجه عليه ، {[53616]}على سبيل التجديد في الأوقات المناسبة لها والاستمرار ، ولم يدع إلى التعبير بالوصف كالمقيمين داع ليدل{[53617]} على الرسوخ لأن المحسن هو الراسخ في الدين رسوخاً{[53618]} جعله كأنه{[53619]} يرى المعبود ودخل فيها الحج لأنه لا يعظم البيت في كل يوم خمس مرات إلا معظم له بالحج فعلاً او قوة { ويؤتون الزكاة } أي كلها فدخل فيها الصوم لأنه لا يؤدي زكاة الفطر إلا من صامه قوة أو فعلاً .
ولما كان الإيمان أساس هذه الأركان ، وكان الإيمان بالبعث جامعاً لجميع أنواعه ، وحاملاً على سائر وجوه{[53620]} الإحسان ، وكان قد ختم الروم بالإعراض أصلاً عمن ليس فيه أهلية الإيقان ، قال : { وهم } أي خاصة لكمالهم فيما دخلوا فيه من هذه المعاني { بالآخرة } التي تقدم أن المجرمين عنها غافلون { هم يوقنون } أي يؤمنون{[53621]} بها إيمان موقن فهو لا يفعل شيئاً الإيمان بها ، ولا يغفل عنها طرفة عين ، فهو في الذروة العليا من ذلك ، فهو يعبد الله كأنه يراه ، فآية البقرة بداية . وهذه نهاية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.