السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلۡيَخۡشَ ٱلَّذِينَ لَوۡ تَرَكُواْ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّيَّةٗ ضِعَٰفًا خَافُواْ عَلَيۡهِمۡ فَلۡيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡيَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدًا} (9)

{ وليخش } أي : وليخف على اليتامى { الذين لو تركوا } أي : قاربوا أن يتركوا { من خلفهم } أي : بعد موتهم { ذرّية ضعافاً } أي : أولاداً صغاراً { خافوا عليهم } أي : الضياع { فليتقوا الله } في أمر اليتامى وغيرهم ، وليأتوا إليهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعدهم { وليقولوا } أي : للمريض { قولاً سديداً } أي : عدلاً وصواباً بأن يأمروه أن يتصدّق بدون ثلثه ، ويترك الباقي لورثته ، ولا يتركهم عالة ، وذلك أنه كان إذا حضر أحدهم الموت يقول له من بحضرته : انظر لنفسك فإنّ أولادك وورثتك لا يغنون عنك شيئاً قدّم لنفسك أعتق وتصدّق وأعط فلاناً كذا وفلاناً كذا حتى يأتي على عامة ماله ، فنهاهم الله عز وجل وأمرهم أن يأمروه أن ينظر لولده ، ولا يزيد في وصيته على الثلث ، ولا يجحف بورثته .