نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلۡيَخۡشَ ٱلَّذِينَ لَوۡ تَرَكُواْ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّيَّةٗ ضِعَٰفًا خَافُواْ عَلَيۡهِمۡ فَلۡيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡيَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدًا} (9)

ولما أعاد الوصية {[20618]}باليتامى مرة بعد أخرى ، وختم بالأمر بالإنة{[20619]} القول ، وكان للتصوير في التأثير في النفس ما ليس لغيره ؛ أعاد الوصية بهم لضعفهم مصوراً لحالهم مبيناً أن{[20620]} القول المعروف هو الصواب الذي لا خلل فيه فقال : { وليخش } أي يوقع الخشية على ذرية غيرهم { الذين } وذكر لهم حالاً هو جدير{[20621]} بإيقاع الخشية في قلوبهم فقال : { لو تركوا } أي شارفوا الترك بموت أو هرم ، وصوّر حالهم وحققه بقوله : { من خلفهم } أي بعد موتهم أو عجزهم العجز الذي هو كموتهم { ذرية } أي أولاداً من ذكور أو{[20622]} إناث { ضعافاً } أي لصغر أو غيره { خافوا عليهم } أي جور الجائرين .

ولما تسبب عن ذلك التصور في أنفسهم خوفهم{[20623]} على ذرية غيرهم كما يخافون على ذريتهم سواء كانوا أوصياء أو أولياء أو أجانب ، وكان هذا الخوف ربما أداهم{[20624]} في قصد نفعهم إلى جور على غيرهم ؛ أمر بما يحفظهم على الصراط السوي بقوله : { فليتقوا } وعبر{[20625]} بالاسم الأعظم إرشاداً{[20626]} إلى استحضار جميع عظمته فقال : { الله } أي فليعدلوا في أمرهم ليقيِّض{[20627]} الله لهم من يعدل في ذريتهم ، وإلا أوشك أن يسلط على ذريتهم من يجور عليهم { وليقولوا } أي في ذلك وغيره { قولاً سديداً * } أي عدلاً قاصداً صواباً{[20628]} ، ليدل هذا الظاهر على صلاح ما أتمره من الباطن .


[20618]:العبارة من هنا إلى "أعاد الوصية" سقطت من ظ.
[20619]:من مد، وفي الأصل: بالآية ـ كذا.
[20620]:في ظ: أي.
[20621]:من ظ ومد، وفي الأصل: جديرا.
[20622]:من مد، وفي الأصل وظ "و".
[20623]:من مد، وفي الأصل: خافوهم، وقد سقط من ظ.
[20624]:من مد، وفي الأصل: أدهم، وفي ظ: أذاهم.
[20625]:من مد، وفي الأصل وظ: الاسم.
[20626]:في ظ: أشار.
[20627]:من ظ ومد، وفي الأًصل: ليقضى.
[20628]:في الأصول: ثوابا ـ كذا بالثاء.