بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلۡيَخۡشَ ٱلَّذِينَ لَوۡ تَرَكُواْ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّيَّةٗ ضِعَٰفًا خَافُواْ عَلَيۡهِمۡ فَلۡيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡيَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدًا} (9)

ثم قال : { وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ } يقول : وليخش على أولاد الميت الضياع ، كما أنكم لو تركتم أولاداً { ذُرّيَّةً ضعافا خافوا عليهم } يقول : عجزة صغار ، يعني الذي يحضره الموت لا يقال له قدم لنفسك وأوص بكذا وكذا حتى يوصي بعامة ماله ، فليخش على ذرية الميت كما يخشى على ذرية نفسه . وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إذا حضر الرجل الوصية ، فلا ينبغي أن يقول له أوص بمالك ؛ فإن الله تعالى رازق أولادك ولكن يقول : له قدم لنفسك واترك لولدك ؛ فذلك قوله تعالى : { خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ الله وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } يعني : يقول للميت قولاً عدلاً ، وهو أن يلقنه لا إله إلا الله ولا يأمره بذلك ، ولكن يقول ذلك في نفسه حتى يسمعه منه ويتلقن . وهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم « لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إله إلاَّ الله » ولم يقل مروهم بذلك ، لأنه لو أمر بذلك فلعله يغضب ويجحد .