السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمۡۗ أَلَآ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطُۢ} (54)

ولما لم يبق بعد هذا التعنت مقال ولا شبهة أصلاً لضال ، قال تعالى منادياً على من جحد واستمر على عناده : { ألا إنهم } أي : هؤلاء الكفرة { في مرية } أي : جحد وجدال وشك وضلال عن البعث { من لقاء ربهم } أي : المحسن إليهم بأن خلقهم ورزقهم لإنكارهم البعث ، ثم كرر كونه قادراً على البعث وغيره بقوله تعالى : { ألا إنه } أي : هذا المحسن إليهم { بكل شيء } أي : من الأشياء جملتها وتفصيلها كلياتها وجزئياتها أصولها وفروعها غيبتها وشهادتها ملكها وملكوتها { محيط } قدرة وعلماً بكثير الأشياء وقليلها كلياتها وجزئياتها فيجازيهم بكفرهم ، وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري عن النبي صلى الله عليه وسلم : «من قرأ السجدة أعطاه الله بكل حرف عشر حسنات » حديث موضوع .