ولما ذكر تعالى الدلائل الأربعة الفلكية أتبعها بذكر الدلائل الأرضية فقال تعالى : { ومن آياته } الدالة على قدرته ووحدانيته { أنك } أي : أيها الإنسان { ترى الأرض } أي : بعضها بحاسة البصر وبعضها بعين البصيرة قياساً على ما أبصرت { خاشعة } أي : يابسة لا نبات فيها والخشوع التذلل والتقاصر فاستعير لحال الأرض إذا كانت قحطة لا نبات فيها كما وصفها بالهمود في قوله تعالى : { وترى الأرض هامدة } ( الحج : 5 )
وهو خلاف وصفها بالاهتزاز والربو ، كما قال تعالى : { فإذا أنزلنا } أي : بما لنا من العظمة { عليها الماء } من الغمام أو غيره { اهتزت } أي : تحركت حركة عظيمة كثيرة سريعة فكان كمن يعالج ذلك بنفسه { وربت } أي : تشققت فارتفع ترابها وخرج منها النبات وسما في الجو مغطياً لوجهها وتشعبت عروقه وغلظت سوقه فصار يمنع سلوكها على ما كانت فيه من السهولة وتزخرفت بذلك النبات كأنها بمنزلة المختال في زيه بعدما كانت قبل ذلك كالذليل الكاسف البال في الأطمار الرثة ، وقرأ السوسي : ترى الأرض في الوصل بالإمالة بخلاف منه ، والباقون بالفتح ، وفي الوقف أمال محضة أبو عمرو وحمزة والكسائي ، وورش بين بين ، والباقون بالفتح ، ثم استدل بذلك على القدرة على البعث فقال تعالى : { إن الذي أحياها } أي : بما أخرج من نباتها بعد أن كانت ميتة { لمحيي الموتى } كما فعل بالنبات من غير فرق { إنه على كل شيء قدير } فهو قادر على إحياء الأرض بعد موتها وعلى إحياء هذه الأجساد بعد موتها لأن الممكنات بالنسبة إلى القدرة متساوية فالقادر قدرة تامة على شيء منها قادر على غيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.